Will There Be Thermonuclear Fireworks by the Fourth of July?
صرّحت هيلغا تسيب-لاروش، مؤسِّسة معهد شيلر، في يوم الثاني والعشرين من شهر يونيو الحالي قائلةً: “بما أن الهجوم غير المبرر على إيران، الذي شنّته إسرائيل أولاً ثم الولايات المتحدة، لا يُقوّض نظام القانون الدولي فحسب، بل يضعنا على مسار حرب عالمية ثالثة، فإنني أدعو جميع ذوي النوايا الحسنة حول العالم إلى نشر وتوزيع هذا البيان الصادر عن منظمة لاروش في الولايات المتحدة بأي شكل ممكن، ومساعدتنا في حشد حركة سلام دولية موحدة في جميع دول العالم”.
قد تنتهي حياتك، في غضون أيام أو أسابيع قليلة، بـ”حرب نووية عرضية”، ناجمة عن إسقاط قنبلة نووية تكتيكية على إيران، إما من قِبَل إسرائيل المارقة، أو من قِبَل الولايات المتحدة، أو من قِبَل إسرائيل بموافقة الولايات المتحدة. ما سيحدث لاحقًا، سيُحدَّد بناءً على التقارير المتعلقة بتدمير المواقع بنجاح أو فشله.
إليكم سؤال: إذا لم تُدمر المواقع، أو إذا أعلنت إيران قدرتها على إعادة البناء، فماذا سيحدث حينها؟ هل سيكون استخدام الأسلحة النووية التكتيكية الخطوة التالية؟
الدافع وراء هذه الأحداث ليس في “الشرق الأوسط”، بل في التحول العالمي في القوة الاقتصادية بعيدًا عن دول “المجال الأنجلوسكسوني” المفلسة التابعة لحلف شمال الأطلسي، والتي يسكنها “المليار الذهبي”، إلى سبعة مليارات نسمة آخرين في العالم، متمثلين في دول البريكس. إيران، العضو في البريكس، تريد الطاقة النووية، لا الأسلحة النووية. هدف “حزب الحرب” هو استخدام الولايات المتحدة، التي كانت في السابق دولة معادية للإمبريالية، كأداة ضغط ضد دول البريكس، بدءًا من إيران.
بهجومها على إيران، رفضت الولايات المتحدة ما وصفه أعظم دبلوماسييها، الرئيس جون كوينسي آدامز، سياستها الخارجية الأصلية: “(أمريكا) لا تذهب إلى الخارج بحثًا عن وحوش لتدميرها… إنها تعلم جيدًا أنه بمجرد تجنيدها تحت رايات أخرى غير رايتها… ستتورط بما يتجاوز قدرة اخراجها منها في جميع حروب المصالح والمكائد… وستتغير المبادئ الأساسية لسياستها بشكل غير واعي من الحرية إلى القوة… قد تصبح ديكتاتورة العالم. لن تكون بعد الآن حاكمة لروحها الخاصة”. إن الرئيس دونالد ترامب بخرقه تعهده بأنه سيبقي الولايات المتحدة بعيدة عن الحرب قد وقع الآن في قبضة سياسة حزب الحرب.
إذا كنت تعتقد أن المقصود بحزب الحرب هو “الإسرائيليين”، فأنت مخطئ. إنهم الطرف الأضعف، ولكن من يُشعل فتيل الحرب؟ هل هذا هو الدور الذي يلعبه توني بلير، وجوناثان باول، والسير ريتشارد ديرلوف، والسير بيتر ماندلسون، وآخرون من مدينة لندن، في واشنطن الآن؟ هل نشهد تكرارًا لدور لندن في بدء حرب العراق، وتحديدًا إعطائه جورج بوش كلماته الست عشرة سيئة السمعة – “علمت الحكومة البريطانية أن صدام حسين سعى مؤخرًا للحصول على كميات كبيرة من اليورانيوم من أفريقيا” – في حين لم تكن هناك أسلحة دمار شامل في العراق؟ هل يُشبه هذا الدور الدور الذي لعبته وزارة الدفاع البريطانية، من خلال مشروعها “خطة الكيمياء” (Project Alchemy)، في الهجمات التي شُنت في عمق الأراضي الروسية والتي تُهدد أيضًا بحرب نووية؟
تمتلك إسرائيل أسلحة نووية ونووية حرارية، وهي تمتلكها منذ أكثر من 60 عامًا. هذا السر القبيح والمكشوف هو سبب تصرف دول مثل إيران، أيًا كان رأيك في سياساتها، على هذا النحو. إذا لم تُدمر المواقع الإيرانية بالفعل، فإن الخطر يكمن في أن يقترح بعض الحمقى من داخل البنتاغون الآن أن “الحل الوحيد المؤكد تمامًا للمضي قدمًا هو استخدام الأسلحة النووية التكتيكية”.
توقف وفكر فيما يعنيه التقرير التالي من مجلة نيوزويك، الصادر في 20 يونيو/حزيران. ذكرت قناة فوكس نيوز، نقلاً عن مسؤول في البيت الأبيض، أن “إدارة ترامب لم تستبعد أي خيار، بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، إذا قررت القيام بعمل عسكري ضد المنشأة النووية الإيرانية تحت الأرض في فوردو”. ردًا على هذه التقارير، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الشيء الوحيد المسؤول هو: “كانت هناك الكثير من التكهنات. سيكون هذا تطورًا كارثيًا، لكن هناك الكثير من التكهنات لدرجة أنه في الواقع، من المستحيل التعليق عليها”.
مهما قيل لك، سواء من البيت الأبيض أو البنتاغون أو أي جهة أخرى، لا وجود لاستخدام سلاح نووي “تكتيكي” واحد. على حد تعبير آني جاكوبسن، مؤلفة كتاب “الحرب النووية: سيناريو”: “إذا بدأت حرب نووية، فلن تنتهي إلا بكارثة نووية. ويحدث ذلك بسرعة كبيرة. ولن يكون بمقدورك حتى الذهاب بسرعة إلى مخبئك السري”.
ماذا تفعل روسيا إذا استخدمت أمريكا، أو إسرائيل، أول قنبلة نووية تُستخدم منذ هيروشيما وناغازاكي قبل 80 عامًا؟ في الأسبوع الماضي، كتب السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إلى الرئيس ترامب: “لم يمرّ رئيسٌ في حياتي بمثل وضعك. منذ عهد ترومان عام 1945”.
ليكن هذا واضحًا: لم يكن إلقاء الرئيس ترومان للقنبلة الذرية عام 1945 ضروريًا لإنهاء الحرب. كان إلقاء القنبلة على اليابان المستسلمة ضروريًا لبدء الحرب العالمية التالية، التي خطط لها رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بعد شهر واحد من وفاة فرانكلين روزفلت في أبريل 1945. في مايو، اقترح تشرشل “عملية لا تُصدّق”، وهي خطة لقصف الاتحاد السوفيتي فورًا بقنابل أمريكية الصنع، “لفرض إرادة الولايات المتحدة والإمبراطورية البريطانية”، على حدّ تعبير الخطة.
لطالما كان استخدام الأسلحة النووية خطأً، ولم يكن ضروريًا قط، ولم يكن سوى أداة للقوة الإمبريالية. نحن، شعب الولايات المتحدة، وشعوب العالم، يجب أن نوقف جنون الحكومات والمتعصبين. يجب أن تُسمع أصوات دول الأغلبية العالمية، وخاصة دول مجموعة البريكس، التي تُعد إيران عضوًا فيها. لا ينبغي أن تُقنع الدول بأن السبيل الوحيد للحفاظ على سيادتها والدفاع عنها هو بناء أسلحة نووية.
في غرب آسيا، نحتاج إلى تحالف من دول المنطقة، يعمل مع الولايات المتحدة وروسيا والصين، لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية – وهو ما يجب أن يشمل انضمام إسرائيل إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتوقيع معاهدة حظر الانتشار، كما فعلت إيران. يجب أن يشمل برنامجٌ عاجلٌ للاستخدام السلمي للطاقة النووية كمصدر للطاقة، ولتحلية المياه ولأغراض أخرى، جميع دول المنطقة. يجب أن تُفضي الإجراءات المتخذة في الساعات والأيام القادمة إلى هيكلية أمنية وتنموية جديدة، قائمة على الدبلوماسية، لا على الاغتيالات والحرب.
الفترة المقبلة أخطر من فترة أزمة الصواريخ الكوبية. الآن هو وقت التحرك. انشروا هذا النداء. ناقشوا الأمر بكل الطرق الممكنة. اتصلوا بالكونغرس واذهبوا إلى مكاتبه. اقرأوا ووزّعوا المبادئ العشرة لهيكلية أمنية وتنموية جديدة التي اقترحتها هيلغا زيب-لاروش.
على الشعوب إنقاذ نفسها والحضارة ذاتها بالتعبير عن آرائها والتحرك. يحتاج العالم إلى سماع أصوات مواطنين أحرار يقولون: “لا للاغتيالات، وتغيير الأنظمة، والحرب النووية!”. حان الوقت الآن لتغيير عالمنا، قبل أن لا يبقى هناك ما يمكن تغييره.
ملاحظة: الرابع من يوليو هو يوم عيد الاستقلال الأمريكي
يمكن التواصل مع حركة لاروش في الولايات المتحدة على هذا الرابط